روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | افتح قلبك.. مسمار جحا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > افتح قلبك.. مسمار جحا


  افتح قلبك.. مسمار جحا
     عدد مرات المشاهدة: 2944        عدد مرات الإرسال: 0

ارسل (أ. س) إلى افتح قلبك يقول: المشكلة باختصار أنى انفصلت عن زوجتى من حوالى سنتين، بعد مشاكل كثيرة وقضايا وبهدلة كبيرة.

مقدرش أعفى نفسى تماما من الغلط، لكن أنا شايف أن طليقتى هى السبب الرئيسى فى كل المشاكل اللى حصلت بيننا.

وهى التى طلبت الطلاق من البداية، ولما أنا رفضت هى أصرت ودخلتنا فى دوامة انتهت بالطلاق.

المشكلة مش فى كده وبس، المشكلة اللى بابعتلك بخصوصها يا دكتورة هى (الرؤية)، وما أدراكى ما الرؤية، يعنى عشان أشوف ابنى وأقعد معاه بنعمل فيلم كبير.

ولازم أشوفه فى مكان معين، وعدد ساعات معينة، وأمه تفضل واقفالنا من بعيد تراقبنا، حاجة بجد تقطع أى علاقة أبوة وبنوة، ده غير أنها أحيانا بتتحجج بأى حجج عشان تتهرب من موعد الرؤية وتخلينى ماشوفش الولد، لغاية ما بقيت مابعرفش أقوله إيه لما باشوفه.

نفسى أخده ونخرج، نروح ملاهى، نروح مول، ناكل بره، عايزه يبات عندى مع أمى ليلة، نفسى أمارس أبوتى ومش عارف، أنا ساعات كتير باحس أنها بتنتقم منى لكن فى شخص الولد.

وده بيخلينى أحس أنى عاجز عن حمايته، مش هتصدقى يا دكتورة لو قلت لك إنى ساعات بابكى بالدموع لما أكلم الولد فى التليفون ويقول لى وحشتنى يا بابا..

حسبى الله ونعم الوكيل فيها وفى الرؤية وفى اللى عمل القانون (الذل) ده، يا ترى ممكن ألاقى عند حضرتك حل؟

إلى (أ) أقول:

أتفهم تماما كل ما تعانيه، بالفعل قانون الرؤية من أكثر القوانين المؤلمة والتى تحتاج إلى تعديل شامل وسريع، وأعتقد أن من وضع هذا القانون أغفل الجانب الإنسانى وأهمل المشاعر إلى حد كبير، وأتمنى أن يخصص القانونيون بعض الجهد لدراسة مشاكل ومساوئ هذا القانون.

والذى أصبح يتحكم فى حياة حوالى 7 ملايين طفل فى مصر، وذلك تبعا لإحدى الإحصائيات التى تقول إنه وحتى نهاية عام 2009 كان هناك 7 ملايين قضية رؤية فى محاكم الأسرة بمصر.

أما بالنسبة لحالتك، فالزوجة التى تطلب الطلاق بهذا الإصرار، وتقبل على المحاكم والقضايا و(البهدلة) على حد تعبيرك، ثم تحاول تنغيص حياة طليقها بموضوع الرؤية أو غيره، والتى تضحى بنفسية ابنها من أجل الانتقام من طليقها كما تعتقد أنت، فهى من وجهة نظرى واحدة من اثنتين:

إما شخصية حادة الطباع، صعبة العشرة، (بتاعة مشاكل)، ولا تهتم إلا بنفسها وبما تريد هى فقط، أو بمعنى آخر ليس لديها (عزيز أو غالى) كما نقول.

وفى هذه الحالة فإن زواجك بها وإنجابك منها كان نوعا من أنواع الابتلاء، والذى يجب أن تتحمله وتصبر عليه، فهو اختبار من الله يريد به أن يعرف مدى صبرك ورضاك بما قسم لك.

وفى هذه الحالة أيضا، الحل ربما يكون عن طريق إدخال طرف ثالث بينكما لإفهامها أن ابنكم ليس له ذنب فيما حدث، وأنك أب ومن حقك بل ومن الإنسانية أن ترى ابنك وتعطيه حقه، وأن يحاول هذا الطرف إقناعها بحسب شخصيتها، أو أخذ أى تعهد منها بأن تسهل عليك وعلى ابنها التواصل والود.

وقد يكون هذا الطرف الثالث أحد أفراد عائلتها أو عائلتك العقلاء، أو حتى شخص موثوق به من خارج العائلتين، أو إن لزم الأمر أحد مستشارى محكمة الأسرة.

فإن كنت لا تعلم هناك مجموعة من المتخصصين فى هذه المحاكم، كل مهمتهم هى لم الشمل ومحاولة الإصلاح وخلق أى فرص تفاهم بين أطراف النزاع فى أى قضية، وأعتقد أن وسيطا من المحكمة سوف يكون حياديا وربما منطقيا أكثر عندما يتحدث إليها.

قد تقتنع بالترغيب، بأن يشرح لها هذا الوسيط أهمية تواصل الولد مع أبوه، وأن ذلك سيحسن من نفسية وشخصية الولد فى المستقبل، وسيخفف عليها هى شخصيا الكثير من الأعباء.

والتى قد لا تستطيع القيام بها مستقبلا كأم، وأنها بذلك ستضمن بعضا من السلام والهدوء النفسى فى حياتها وحياة ابنها بعد الانفصال.

أو قد تقتنع بالترهيب، أى بأن يشرح لها هذا الوسيط مدى سوء ما تفعله من حرمان أب من ابنه والعكس، سواء من الناحية الدينية أو الناحية القانونية، لعلها تخاف وترتدع.

أما الاحتمال الثانى، فهو أن تكون طليقتك ليست كذلك إطلاقا، وإنما هى التى عانت فى تلك الزيجة إلى الحد الذى جعلها تقحم نفسها فى هذه الدوامة من المشاكل سعيا للتخلص من حياة بائسة.

هذا ليس اتهاما لك والعياذ بالله، لكنى رأيت بنفسى مشكلة مشابهة ذات مرة، عندما اضطرت الزوجة إلى الطلاق وإلى الرضا بكل تبعاته الصعبة.

فى مقابل التخلص من زوج مستهتر عديم المسئولية يتهرب من كل التزام نحوها أو نحو أولادها.

وللمصادفة فإن هذا الزوج كان يشكو بعد الانفصال أيضا من قانون الرؤية، ومن أنه لا يعرف كيف يقوم بمسئولياته نحو أولاده بسبب طليقته (المفترية)، والتى حرمته من متعة البذل والعطاء لأولاده.

هل تعرف ماذا كان رد الأم فى تلك الحالة؟ كانت تقول إن طليقها لا يريد شيئا من أمر الرؤية هذا سوى فرض نفسه على حياتها هى وأولادها، بعد أن رفض طويلا أن يكون له أى دور فيها.

وأنه يتعامل مع الأولاد على أنهم (مسمار جحا) الذى سيظل ينغص عليها هى شخصيا حياتها من خلاله، لا بدافع الأبوة ولا حبا فى التواصل مع أبنائه.

ولكن كنوع من أنواع التوتر و(العكننة)، بل والأكثر من ذلك، فمن المؤكد أنه لا يخفى عليك أنه فى بعض الحالات يصل العداء بين الزوج والزوجة إلى حد تدبير خطف الابن من قبل أبوه، والأمثلة والقصص كثيرة ومعروفة.

أكرر لا أقول هذا تشكيكا فى دوافعك النبيلة وحقك المشروع فى رعاية ابنك وإمتاعه والتمتع به، ولا تبريرا لتصرفات بعض الأمهات اللاتى تستخدمن الأبناء فعلا كوسيلة انتقام من الزوج السابق، ولكنى أقوله فقط لشرح طريقة تفكير ووجهة نظر تلك الأمهات.

وفى هذه الحالة الحل سيكون من خلالك أنت نفسك، بأن تحاول (استسماح) طليقتك فى محاولة لامتصاص غضب الماضى، وبأن تعمل على طمأنتها باستمرار إلى حسن نيتك ومراعاتك لمشاعرها ومشاعر ابنكما.

وربما تحاول (ترقيق) قلبها من أجل أن تتفهم حالتك وتتعاطف معك، وامنحها بعض الوقت لتنسى الإساءة التى كانت بينكما، فمن المؤكد أن ذلك سيحسن من استجابتها لك عندما تريد لقاء ابنك أو الاتصال به.

وسواء طليقتك كانت من النوع الأول أو الثانى، فإن كانت تمنعك من ابنك فهى بكل القوانين والأعراف مخطئة فى حقه قبل حقك.

ومهما كانت أسبابها فهى ليست كافية لأن تقطع صلة الرحم بين أب وابنه، لهذا أدعو الله أن يفرج كربك أنت وكل من فى مثل حالتك.

وأتمنى من كل قلبى أن يلاقى هذه القانون نظرة اهتمام (جادة) بحيث يخرج الأطفال من دائرة الشد والجذب التى قد توجد بين أى زوج وزوجة قدر لهما الانفصال.   

الكاتب: د.هبة يس د.هبة يس

المصدر: موقع اليوم السابع